الأمراض العضوية التي تسبب القلق
لا شك أن الأمراض الجسدية المختلفة التي تصيب الإنسان تترك آثارها على صحته النفسية وتخلف العديد من الاضطرابات والأمراض، ولعل القلق هو أحدها. وسنتعرف في هذا المقال على الأمراض العضوية التي تسبب القلق.
ما هو اضطراب القلق؟
يعرف القلق العرضي بأنه ردة فعل الجسم الطبيعية في الاستجابة للتوتر، والمواقف المختلفة التي يواجهها الإنسان في حياته اليومية، وتنبيهه للصعوبات المحتملة والاستعداد للتعامل معها.
جميعنا يشعر بهذا النوع من القلق بين الحين والآخر، فقد تقلق عند مواجهة مشكلة في العمل ،أو قبل إجراء اختبار ، أو حتى قبل اتخاذ قرار مهم.
لكن عندما نتحدث عن اضطراب القلق فالأمر مختلف، حيث يعتبر أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعًا، ويؤثر على ما يقارب من 30٪ من البالغين في مرحلة ما من حياتهم. ويعرف بأنه مجموعة من الاضطرابات النفسية التي تسبب قلقًا وخوفًا مستمرين وساحقين، تعيق صاحبها عن حياته الطبيعية، وتدفعه إلى تجنب العمل والمدرسة والمواقف الاجتماعية الأخرى.
ماهي الأمراض العضوية المسببة للقلق
1. أمراض القلب
يمكن أن تؤدي الإصابة بنوبة قلبية إلى تطور اضطراب القلق. حيث أثبتت الدراسات بأن ما يقرب من 30 ٪ من الأشخاص الذين أصيبوا بنوبة قلبية سيكون لديهم مستويات مرتفعة من القلق بعد الإصابة. قد يكون هذا القلق مرتبطًا بالأزمة القلبية نفسها ، أو الخوف من الموت أو الإعاقة ، أو التكلفة المالية للرعاية الطبية .
ومن جهة أخرى فقد يكون لدى الشخص المصاب بنوبة قلق أعراض مشابهة لأعراض النوبة قلبية ، مثل: ضيق في التنفس وألم الصدر والدوخة والخفقان والإغماء.
2. الصداع النصفي
قد يسبب لك الصداع شعوراً بالقلقً، وفي المقابل يمكن أن يكون الصداع عرضًا جسديًا لقلقك.
هذا التأثير المتبادل لم يتوصل الأطباء بعد لإيجاد تفسير واضح له، قد يتعلق الأمر بكيفية عمل الدماغ . حيث تستخدم خلايا الدماغ التي تتحكم في الحالة المزاجية والنوم والألم مادة كيميائية تسمى السيروتونين لإرسال رسائل إلى بعضها البعض. عندما يصاب الإنسان بالصداع النصفي ، تصبح هذه الخلايا أكثر نشاطًا من المعتاد. يؤدي ذلك إلى تغيير مستويات السيروتونين ، مما قد يؤدي إلى الشعور بالقلق.
3. نقص فيتامين ب12
يؤثر نقص فيتامين ب 12 على الحالة المزاجية ، مما يؤدي إلى الاكتئاب والقلق. ولا يزال الأطباء لا يعرفون بالضبط سبب ذلك، ولكن معظم الدراسات أرجعت السبب لمشاركة فيتامين ب 12 في تخليق المواد الكيميائية في الدماغ ، بما في ذلك السيروتونين والدوبامين ، والتي تساعد في تنظيم الحالة المزاجية.
4. اضطرابات الجهاز الهضمي
أظهرت نتائج الدراسات أن الأشخاص الذين لديهم عرض واحد على الأقل من أعراض الجهاز الهضمي هم أكثر عرضة للإصابة باضطراب القلق أو الاكتئاب من الأشخاص الذين لا يعانون من اضطرابات هضمية .
وفي المقابل، فقد لوحظ أن أعراض اضطراب المعدة ، والغثيان ، والإسهال ، والإمساك وجدت بشكل أكثر شيوعًا لدى الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات القلق أو الاكتئاب .
5. اضطرابات الجهاز التنفسي المزمنة
على الرغم من اختلاف نتائج الدراسات، إلا أن معظمها أظهر معدلات عالية من أعراض القلق ونوبات الهلع لدى المرضى الذين يعانون من أمراض الجهاز التنفسي المزمنة ، وخاصةً لدى النساء.
أظهرت دراسات أجريت على مرضى يعانون من الانسداد الرئوي المزمن ، ارتباط القلق بزيادة جلسات العلاج بالمشفى ونسبة تأثير المرض على وظائف الرئة.
6. اضطراب الغدد الكظرية
يؤدي اضطراب إفرازات الغدد الكظرية وعدم انتظام هرموناتها في الجسم إلى آثارٍ وأعراضٍ مشابهة لأعراض اضطراب القلق إلى حدٍّ كبير، من زيادة معدل ضربات القلب وصعوبة التركيز إلى التعب المفرط والارتباك.
7. فرط نشاط الغدة الدرقية
يمكن أن يكون لخلل الغدة الدرقية آثاراً كبيرة على الحالة النفسية ، حيث تتقارب أعراضها مع أعراض القلق، كارتفاع معدل ضربات القلب، وسرعة التنفس، وارتفاع درجة حرارة الجسم، والتعرق المفرط .
وقد أثبتت أحد الدراسات بأن النساء المصابات بقصور الغدة الدرقية كان لديهن معدل انتشار للقلق أعلى بنسبة 13 % من النساء الأخريات.
8. مرض السكري
يعاني مرضى السكري من ارتفاع وانخفاض متكرر لنسبة السكر بالدم ، يؤدي هذا الاضطراب إلى أعراضٍ تشبه الذعر ، مثل الدوخة وضيق التنفس والتعرق وألم الصدر والارتعاش.
9. سوء التغذية
تتشابه أعراض نقص الفيتامينات مع الاضطرابات العاطفية والقلق .
اقرأ أيضاً: الصداع العصبي المرتبط بالقلق
أدوية تسبب القلق
- الأدوية التي تحتوي على الكافيين
تشمل بعض أدوية الصداع والصداع النصفي الكافيين ،وهي مادة تحفز الجهاز العصبي. كما أنها قد ترفع ضغط الدم ومعدل ضربات القلب مما يسبب الشعور بالتوتر والعصبية والقلق. - الستيرويدات القشرية
هذه الأدوية تعمل مثل بعض الهرمونات التي ينتجها جسمك، وتعالج حالات مثل الربو والحساسية والتهاب المفاصل والتهاب الشعب الهوائية. وقد أثبتت الدراسات أن لها تأثيراً على الحالة النفسية لدى الشخص فقد تسبب الشعور بالقلق والعصبية. - أدوية اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD)
العديد من الأدوية المستخدمة في علاج هذه الحالة هي عبارة عن منبهات ، مما يعني أنها تنشط الدماغ، كما أنها تغير طريقة إرسال الخلايا العصبية للتنبيهات. هذين الأمرين يمكن أن يجعلك مضطربًا وقلقًا ، خاصةً إذا كنت تتناول جرعات عالية. - أدوية الربو على سبيل المثال دواء ألبوتيرول ( بروفينتيل ) من الشائع أن يسبب هذا الدواء ارتعاشًا أو اهتزازًا ، وبشكل أقل شيوعًا قد يسبب تسارع ضربات القلب ،يمكن أن تبدو كل هذه العلامات على أنها مشابهة لنوبة الهلع.
أما بالنسبة لدواء سالميتيرول تشمل أعراضه الجانبية المحتملة التعرق وسرعة ضربات القلب والقلق. - أدوية قصور الغدة الدرقية
أشارت الدراسات إلى أن الحبوب المستخدمة لعلاج قصور الغدة الدرقية، يمكن أن تؤدي إلى القلق والارتعاش واضطرابات المزاج. - أدوية نوبات الصرع
الفينيتوين هو دواء يهدئ النشاط الكهربائي الذي يحدث في الدماغ أثناء النوبة . في بعض الأحيان يصفه الأطباء أيضًا للتحكم في ضربات القلب غير المنتظمة، لكنه يمكن أن يسبب نوبات هلع وإثارة وقلق. - دواء لمرض باركنسون
غالبًا ما يصف الأطباء دواءً مركبًا ، ليفودوبا وكاربيدوبا لعلاج مرض باركنسون. يمكن أن تسبب هذه الأدوية بعض الآثار الجانبية ومنها القلق وتقلب المزاج.
كيف أتحكم في قلقي؟
- يمكن للحديث عن مشاعر الحزن والغضب والإحباط أن يقلل من الشعور بالقلق.
- اعتن بنفسك ولا تهملها واستمع إلى احتياجاتك. كن فخوراً بنقاط قوتك ، وتقبل قدراتك دون لوم نفسك أو انتقادها.
- خصص وقتًا للأنشطة التي تجعلك سعيدًا.
- تعلم تمارين التنفس العميق. التي تشكل أساس معظم تقنيات الاسترخاء ويمكن أن تساعد في منع نوبات الهلع.
- تبنى أسلوب حياة صحية، كالطعام الصحي وممارسة الرياضة والنوم الكافي.
- احصل على العلاج المناسب لأمراضك الجسدية إن وجدت والتزم بخطط العلاج.
- تجنب الكافيين (الموجود في القهوة والمشروبات الغازية والشاي والشوكولاتة ومشروبات الطاقة) وابتعد عن التدخين.
- لا تبق وحدك، اقضِ وقتًا ممتعًا مع العائلة والأصدقاء ، وتحدث إلى شخص تثق به عندما لا تكون على ما يرام.
- لا تخجل وتجنب لوم نفسك عندما تواجه صعوبات.
- اطلب المساعدة من فريق الرعاية الصحية أو المجتمع أو مجموعات الدعم أو أخصائي الصحة العقلية.
اقرأ أيضاً: علاجات منزلية لمحاربة القلق