التربية الخاطئة وعواقبها

من أصعب المهام التي يجب على الوالدين تحقيقها أن يكون لديهما أسلوب تربية صحيح ومتسق. فهناك حالات من التربية الخاطئة يمكن أن تكون عواقبها دائمة على الأطفال ، وغالباً ما تكون هذه العواقب غير قابلة للإصلاح. لذا يتوجب على كل والد أن يقوم بتقييم مهاراته في تربية الأطفال لمعرفة آثار هذه التربية على الطفل.

ماهي التربية الخاطئة؟

التربية الخاطئة هي سلسلة من الإجراءات التي يمكن أن تكون عواقبها خطيرة على سلوك الطفل وحالته النفسية. كما قد تكون آثارها مدمرة للأسرة والمجتمع. وقد لا تكون التربية الخاطئة مقصودة ،لكن هذا لا يقلل من تأثيرها السلبي على الطفل، فبعض الآباء لا يدركون عواقبها وبعضهم قد لا يهتم. قد تنبع التربية السيئة من عدم المعرفة الكافية لتكون أبًا أفضل أو من اللامبالاة وعدم السعي لتعلم الطريقة الصحيحة.

أشكال التربية الخاطئة

فيما يلي عدد من الممارسات الخاطئة التي يتبعها بعض الآباء في تربية أبنائهم:

1. توبيخ الطفل المفرط

إذا فعل طفلك شيئًا خاطئًا وقمت بتوبيخه أو انتقاده بشكل مفرط على الخطأ ، فقد يكون لذلك تأثير سلبي على طفلك. يمكن أن يكون لهذه الممارسة تأثير أسوأ إذا أظهر طفلك الصدق واعترف بارتكاب خطأ.

2. تأديب الطفل أمام الجميع

قد تفقد صبرك وتوبخ طفلك أو تصرخ أو تضرب طفلك أمام الآخرين. سيكون لهذا تأثير خطير على ثقة طفلك ، وسيكون من الصعب التخلص من الشعور بالخزي الناتج عن طريقة التأديب هذه.

3. ترهيب الطفل جسديًا

إن كنت تهدد طفلك في كل مرة يرتكب فيها شيئًا خاطئًا، يصبح التخويف أداتك الأساسية لتأديبه وتربيته. وهذا له تأثير سلبي على النمو العقلي و الجسدي لطفلك. إن زرع الخوف نحوك للسيطرة على الطفل هو بمثابة تنمر ، وهو أمر خاطئ.

4. إعطاء الكثير من النصائح

أنت تقدم النصائح حول كل شيء ، من تنظيف الأسنان إلى اختيار الملابس المناسبة بدلاً من تشجيع طفلك بالدعم.

5. الامتناع عن المودة

إن كنت لا تعانق طفلك ولا تعبر له عن حبك، هذا سيجعل طفلك يشعر بانفصال عاطفي عنك.

6. عدم وضع القواعد

يحتاج الأطفال إلى قواعد وحدود من أجل أن يكبروا ليكونوا أفراداً أصحاء. إذا لم يكبر الطفل مع الانضباط ، فسوف يعاني كثيراً خارج بيئة المنزل.

7. نقص الدعم

يحتاج الأطفال إلى الدعم ، خاصة في الأوقات العصيبة مثل الأداء في المدرسة أو الامتحانات. إن ابتعادك عن طفلك عندما يحتاج مساندتك ودعمك ، يجعله قلقاً ومتوتراً.

8. مقارنة الطفل مع الأطفال الآخرين

تخبر طفلك باستمرار أنه يجب أن يكون مثل الأطفال الآخرين ويحاكي سماتهم الإيجابية. هذه علامة على سوء التربية.

9. عدم الافتخار بإنجازاته

أنت لا تمدح طفلك أبدًا على إنجازاته ولا تفخر بالأعمال الجيدة التي يؤديها ، يحبط من اندفاعه وأدائه.

10. استخدام لهجة النقد بصورة دائمة

إن النقد السلبي للطفل بصورة دائمة تؤثر سلباً على الحالة النفسية له

11. عدم احترام مشاعره

لا تأخذ الوقت الكافي لإجراء محادثة مع طفلك وفهم مشاعره. عندما يتم تجاهل الآراء والمشاعر وعدم معالجتها بطريقة صحية ، فقد يؤثر ذلك سلبًا على الأطفال.

12. أن تكون قدوة سيئة

يتعلم الأطفال العادات ، سواء كانت جيدة أو سيئة ، من والديهم. إذا فعل الطفل شيئًا خاطئًا وغير مناسب ، ربما يكون قد تعلمه منك.

13. عدم إعطائه خياراً

يقرر الآباء كل شيء لأطفالهم ، من المدرسة التي يدرسونها إلى الملابس التي يرتدونها. في هذه العملية تميل إلى التشدد لدرجة أنك تنسى إعطاء خيار للطفل. وهذا يجعل الطفل يتوق إلى أشياء أخرى ، وفي بعض الأحيان لا يتردد حتى في سرقتها.

14. التدليل الزائد للطفل

قد تعتقد أن طفلك هو الطفل الأكثر خصوصية ، لكنه بالنسبة لبقية الناس هو مجرد طفل. إن جعله يشعر بأنه متميز عن غيره قد يؤدي إلى سلوك سيء، كما يسبب له العزلة الاجتماعية.

15. المبالغة في الحماية

إن كنت تحمي طفلك من كل خطر يمكن تخيله ، سيجعله خائفًا و متردداً من الانخراط بأي نوع من العلاقات والأنشطة. على سبيل المثال يخاف الطفل المدلل من تكوين صداقات جديدة أو تجربة أنشطة جديدة.

16. انعدام الثقة

أنت لا تسمح لطفلك باتخاذ القرارات لأنك متأكد من أنها ستكون خيارات خاطئة أو أنك لا تصدقه، لهذا التصرف تأثير سلبي على شخصيه الطفل وثقته بنفسه.

17. عدم إعطاء الطفل الوقت الكافي

أنت دائمًا مشغول جدًا للتحدث أو اللعب مع طفلك أو ليس لديك أي اهتمام للقيام بهذه الأشياء، هذا يجعل طفلك يشعر بالإهمال.

18. إعطاء إجابات مختصرة وغاضبة:

يحتاج الطفل إلى توجيه من خلال الكلمات الحكيمة والمريحة ، ولكن بدلاً من ذلك ، تختار الرد في ردود مقتضبة تترك الطفل في حيرة من أمره ولكنه محبط أيضاً. قد يقترب منك عدة مرات للحصول على رد فعل مناسب ولكن دون جدوى.

اقرأ أيضاً: طرق تساعد الطفل على اكتساب الثقة بنفسه

ما هي عواقب التربية الخاطئة على الأطفال

يمكن أن يكون للتربية الخاطئة تأثير سلبي دائم على طفلك من حيث السلوك والحالة النفسية, وغالبًا ما تكون عواقبها غير قابل للإصلاح.  فيما يلي بعض الآثار المترتبة على سوء التربية:

عدم القدرة على تكوين صداقات وعلاقات طويلة الأمد

يحدث هذا في الغالب عندما لا يتم تأنيب الطفل أو معاقبته على الأخطاء التي يرتكبها. لذلك يكبر الطفل وهو يعلم أنه يتحكم في الأمر وأنه على حق دائمًا. يصبح طفلًا مدللًا . هذا له آثار سلبية على العلاقات التي يدخلها الطفل. يصبح التعايش مع الآخرين أمرًا صعبًا ، ومن المرجح أن يصنع مثل هذا الطفل أعداء أكثر من الأصدقاء.

الاضطرابات النفسية للطفل.

يحدث هذا بشكل خاص عندما يكبر الطفل في أسرة يوجد فيها الكثير من الإساءة سواء جسدية أو عاطفية. يحدث هذا أيضًا عندما يعاني الطفل من الإهمال عندما كان طفلًا. قد يواجه هؤلاء الأطفال صعوبة في تكوين الصداقة والثقة في الناس لأنهم يجدون أنه من الأسهل لهم الانطواء بعيدا عن الآخرين.

العدوانية وتدني احترام الذات

فالطفل الذي لا يُسمح له أبدًا باتخاذ القرارات ، والذي يتعرض للانتقاد والاستخفاف باستمرار والذي يتعرض لسوء المعاملة ، من المحتمل أن يكون لديه تدني احترام الذات.  

تجعل الطفل أكثر عرضة للسلوكيات الإجرامية.

الأطفال المهملون وأولئك الذين يتعرضون لسوء المعاملة هم أكثر عرضة للملاحقة بسبب جنوح الأحداث. ومن المعروف أيضًا أن مثل هذه الأشكال من الإساءة تجعل الأطفال أكثر عرضة للسلوكيات العنيفة. من المرجح أن يصبح الأطفال الذين يتعرضون لسوء المعاملة والعنف أشخاصاً عنيفين. فيكبرون وهم يؤمنون بأن العنف هو السبيل الوحيد لحل القضايا.

تأخر النمو

تشمل الآثار الشائعة الأخرى للتربية الخاطئة الفشل في النمو وضعف النمو والتطور الجسدي والعقلي. 

التأخر الدراسي:

يمكن أن تؤدي التربية السيئة إلى ضعف أداء الطفل في المدرسة بسبب عدم تلبية احتياجاته في المنزل. كما أن الأطفال المعرضون لسوء التربية هم أكثر عرضة للانطواء، وهذا يؤثر سلبًا على أدائهم.

نصائح للتربية الصحيحة

واحدة من أكبر الخطوات التي يمكنك اتخاذها هي الاعتراف بأن لديك بعض الأساليب التربوية السيئة. يمكنك دائمًا تعلم طرق جديدة للتغلب على أوجه القصور هذه. إليك بعض النصائح لتصبح أباً صالحاً:

  1. المشاركة العملية في تربية الطفل.
  2. الامتناع عن الصراخ وضرب الطفل.
  3. الامتناع عن معاقبة وتوبيخ الطفل أمام الآخرين.
  4. مناقشة القواعد والتعليمات مع الطفل قبل وضعها.
  5. احترام خيارات الطفل.
  6. تقديم القدوة الحسنة والمثل الأعلى للطفل.
  7. الاستماع إلى الطفل ومشاكله.
  8. غرس الثواب والعقاب لتقويم سلوك الطفل.

اقرأ أيضاً: تطور المهارات الحركية عند الأطفال

المصادر

قد يعجبك ايضًا