6 من أهم مؤلفات الجاحظ

يعتبر الجاحظ شخصية من أعظم شخصيات الأدب في العصر العباسي. وهو أبو عثمان بن عمرو بن محبوب بن فزارة الليثي كان من كبار أُدباء عصره و قد اشتهر بهذا الاسم نظرًا لجحوظ كلتا عينيه جحوظًا واضحًا أكثر من بروز أعين البشر العاديين.

وهنا في هذا المقال سنقدم لكم 6 من أهم مؤلفات الجاحظ بشيء من التفصيل وبعض اقوال العلماء عنه ، بالإضافة لثقافته ومنهجه العلمي الذي على اساسه كتب هذه المؤلفات والكتب والرسائل التي يتجاوز عددها ال 360 كتابًا ومؤلفًا.

من هو الجاحظ

قبل ان نذكر لك مجموعة من مؤلفات الجاحظ دعنا نتعرف على هذا الأديب الكبير.

أسمه الكامل هو عمرو ابن بحر ابن محبوب ابن فرازة الليثي الكناني البصري ويكنى ابو عثمان ويشتهر باسم الجاحظ.

ولد الجاحظ عام 159 للهجرة في مدينة البصرة في زمن المهدي ثالث الخلفاء العباسيين وقضى فيها معظم حياته ، عاش عمرًا طويلًا يقارب المائة عام من الزمان عاصر فيها اثنا عشر خليفة من خلفاء بني العباس حتى عام وفاته سنة ٢٥٥ للهجرة بعد ان خلف ورائه قدر عظيم من العلوم الادبية ، وكتب ودوّنَ الكثير من المؤلفات.

من غرائب الامور التي عُرف واشتهر بها الجاحظ هو مدحه لنفسه ، حيث كان قد فعل ذلك في احد رسائله قائلاً: أنا رجل من بني كنانة ، لي قرابة بأهل الخلافة ، ولي عند أهلها شفاعة.

سمي كما ذكرنا سابقًا بالجاحظ للجحوظ الواضح في كلتا عينيه وكان الجحوظ في قرنيتا عينيه.

كان لعمر الجاحظ الطويل فضل في كثرة مؤلفاته وتعدد المجالات التي كتب فيها ، حيث كتب في العديد من المجالات (كالتاريخ ، السياسة ، علم النبات والحيوان ، الأخلاق والأدب)

صفات الجاحظ

كان قبيح الوجه لَما في كلتا عينيه من الجحوظ ، وكان يغطي علمه وفكاهته على قُبحه فكان محبًا للضحك والفكاهة كما كان يدخل الفكاهة احيانًا في كتبه ومؤلفاته ، فهناك الكثير من مؤلفات الجاحظ تضم اسلوبًا فكاهيًا في بعض اجزائها.

غزارة علمه

رزقه الله العلم على يد العديد من علماء اللغة العربية ويعد أهم من تتلمذ على يدهم (الأصمعي ، أبي عبيدة ، الأخفش ، إبراهيم بن يسار بن هانئ).

كما إنّه استقى ايضًا من ثقافات أدبية أخرى كالهندية واليونانية والفارسية من خلال اطلاعه على كثير من المؤلفات المترجمة من هذه اللغات.

من مؤلفات الجاحظ

كما ذكرنا سابقًا فللجاحظ مؤلفات تمثل إضافة ذات أهمية كبيرة للأدب العربي والمكتبة العربية بشكل عام ، بالإضافة لمؤلفاته في كثير من العلوم المختلفة.

1. كتاب البيان والتبيين

يعتبر كتاب البيان والتبيين من أهم وأبرز مؤلفات الجاحظ في مسيرته ، كما أنه من أهم كتب الأدب في تاريخ الأدب العربي ، ويرى الجاحظ ان البيان يمثل المعنى والتبيين هو توضيح للمعنى.

ويدور محتوى هذا الكتاب عن الأديان وعلوم العقائد وفلسفة اللغة ، وقد تطرق إلى الحديث عن الكثير من الأديان.

ويعد محتوى هذا الكتاب شديد الأهمية في ما يتعلق بحياة الانسان وما تناوله عن الأديان والأدب.

2. كتاب الحيوان

يعد هذا الكتاب من مؤلفات الجاحظ الشاملة الجامعة التي تحدث فيها في العديد من الأمور المختلفة والمتنوعة كالحيوانات وطريقة عيشها ، وتحدث ايضًا عن العرب والأعراب ووصف طريقة عيشهم ، وتطرق إلى ذكر بعض المسائل الدينية الهامة.

3. كتاب البخلاء

من أجمل وأشهر كتب الجاحظ والذي جمع فيه مجموعة من قصص الرجال البخلاء الذين قابلهم هو بنفسه وخاصة أولئك الاشخاص الذين قابلهم في مدينة تسمى مرو في خراسان، وصف الجاحظ البخلاء وصفًا غاية في الدقة لنظراتهم والتصرفات التي يقومون بها.

هذا الكتاب من المؤلفات الأكثر فكاهية التي يسرد فيها الجاحظ سردًا هزليًا للأحداث التي جرت و بشكل تربوي يسلي القارئ.

4. كتاب المحاسن والأضداد

اختص هذا الكتاب في ذكر محاسن ومساوئ الصفات الخاصة بالبشر وقام بسردها في صورة قصص وهذا المؤلف يعد من المؤلفات الأكثر تميزًا لأن الجاحظ أدخل فيها افكارًا جديدة لم تكن موجودة في زمانه.

وكان لهذا الكتاب تأثيرًا في أدباء عصره و أدباء العصور اللاحقة ، حيث كانوا يقلدون ما كتبه في هذا الكتاب لما فيه من أفكار لم تكن موجودة من قبل.

5. كتاب التاج في أخلاق الملوك

يروي هنا الجاحظ في هذا الكتاب صفات الملوك ، كما يتحدث فيه عن أخلاقهم وتصرفاتهم وأفعالهم وطبائعهم ، كما يروي فيه مجموعة من قصص الملوك من ملوك الأمبراطورية الفارسية ومن بعدهم خلفاء المسلمين في كلّاً من الدولة الأموية والدولة العباسية ، وتطرق إلى الآداب الخاصة بالتعامل مع الملوك وكيفية التعامل معهم ومحادثتهم والجلوس عندهم.

6. كتاب البرصان والعرجان

هذا الكتاب يحوي العديد من القصص المتنوعة للأشخاص المشاهير الذين كانوا قد أُصيبوا بالعرج أو العمى أو البرص والحول وكان رغم اصابتهم بأحدى هذه الاعاقات قد أثروا في العلم تأثيرًا واضحًا في زمانهم.

من أهم مؤلفات الجاحظ الأخرى

ترك الجاحظ الكثير من المؤلفات التي ساهمت بشكل واضح في إثراء المكتبة العربية من الشعر والادب العربي وتاريخ علم الفلسفة ومختلف العلوم، وهنا سنذكر لك مجموعة من أهم اعماله الأدبية:

  • كتابه الأهم على الاطلاق البيان والتبيين وهذا الكتاب منقسم إلى 4 اجزاء.
  • البخلاء.
  • الحيوان وينقسم هذا الكتاب إلى8 اجزاء.
  • المحاسن والأضداد.
  • كتاب البرصان والعرجان والحولان والعميان.
  • البغال.
  • التبصرة في التجارة.
  • فضل السودان على البيضان.
  • أخلاق الشطار.
  • خلق القرآن.
  • الأمل والمأمول.
  • التاج في اخلاق الملوك.

إنجازات الجاحظ

لقد حقق الجاحظ العديد من الإنجازات الأدبية والشعرية التي جعلته من أبرز الشخصيات الأدبية في عصره وتأثرت بها الأجيال اللاحقة. من بين إنجازاته البارزة:

  1. شعره الرفيع: كان للجاحظ شعر رفيع وفصيح، ويعتبر من أعظم الشعراء في عصره. قدم قصائد عديدة تمتاز بالجمالية والعذوبة، وقد تناول فيها مواضيع متنوعة تتراوح بين المدح والنقد والفلسفة.
  2. كتاباته الأدبية: كتب الجاحظ العديد من الأعمال الأدبية المتنوعة، منها الشعر والنثر. ألهمت أعماله الأدبية العديد من الأجيال اللاحقة وأثرت في تطور الأدب العربي.
  3. ترجمة الأدب الهندي: كان للجاحظ دور هام في ترجمة بعض أعمال الأدب الهندي إلى العربية، وقد أدى ذلك إلى تداخل الثقافات بين العرب والهنود وإثراء المعرفة الأدبية مصدر.
  4. نقده الأدبي: كان الجاحظ معروفًا بقدرته على النقد الأدبي البناء والموضوعي. قدم تقييمات فنية لأعمال الشعراء الآخرين، مما ساهم في تطوير الأدب العربي وتحسين جودة الإنتاج الأدبي.
  5. الاهتمام باللغة والنحو: كان للجاحظ اهتمامًا كبيرًا باللغة العربية والنحو، وكتب العديد من المقالات والأعمال التي تناولت قواعد اللغة والبلاغة والنحو، مما ساهم في تطوير هذا الجانب من العلوم اللغوية.
  6. التأريخ والسيرة: كان للجاحظ اهتمامًا بالتاريخ والسيرة الذاتية، وقد كتب العديد من السير الذاتية للشخصيات البارزة في عصره، مما ساهم في توثيق تاريخ العصر العباسي وتسليط الضوء على شخصياته المهمة.

تعتبر هذه الإنجازات البارزة للجاحظ مساهمات كبيرة في الأدب والثقافة العربية، وجعلته شخصية أدبية مؤثرة في التاريخ العربي.

أسلوب الجاحظ

كان للجاحظ أسلوب مميز يعتمد على البحث الدقيق عن المعلومات لأجل الوصول إلى معلومة صحيحة يوصلها للقارئ وكان الجاحظ باحثًا ممتازًا عن الحقيقة بأسلوبه ، وكان يضيف إلى أسلوبه العلمي نكهة أدبية ترجع إلى تمكنه الكبير من اللغة العربية ومعرفته الواسعة بها وبخفاياها.

كانت كتاباته يغلب عليها الجد ولكنها لم تخلوا من الفكاهة فكان يتحدث بالجد ومرة أخرى يتحدث بالفكاهة ومرة ثالثة يكون متهكما كما أنه يداعب القارئ بالنكات الأدبية ثم يعود إلى حديثه الجاد، وكان في كل أساليبه الإيجاز والبلاغة.

و كان في زمانه يعرف كواحد من صفوة الشعراء وأبلغهم وكان يزدان على شعراء عصره بالكثير من الصفات أهمها قوة السبك وبيان التعبير.

ينسب إلى الجاحظ مجموعة من أعظم القصائد التي اشتملتها المكتبة العربية في تاريخها.

وفاته

أجمعت معظم القصص التي تتحدث عن وفاته أنّه مات عندما كان جالسًا في مكتبته فوقعت مجموعة كبيرة من الكتب على هذا الأديب الذي قد بلغ من العمر الستة وتسعين عامًا.

وكان عندها الجاحظ مقعدًا مشلول القدمين وكان عجوزًا ضعيفًا فلم يتحمل وقوع هذا الصف العالي من الكتب فوقه. مصدر

إقرأ أيضاً: معلومات عن عشبة العلندة (الإفيدرا)

قد يعجبك ايضًا